دخلت المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل منعطفًا خطيرًا مع اتساع رقعة الضربات المتبادلة، لتشمل أهدافًا استراتيجية في عمق أراضي البلدين، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى حرب طويلة الأمد.
في إيران، أكدت وزارة النفط تعرّض خزان للنفط في منطقة شهران شمال غربي طهران ومخزن للوقود جنوب العاصمة لهجمات إسرائيلية مباشرة، تسببت في حرائق هائلة وانقطاع واسع للتيار الكهربائي في عدد من الأحياء. كما أفادت مصادر إعلامية باستهداف منشآت حيوية غربي طهران، دون أن توضح طبيعتها.
في المقابل، شنت إيران سلسلة هجمات صاروخية مكثفة استهدفت العمق الإسرائيلي، حيث أعلنت السلطات في تل أبيب أن صواريخ إيرانية سقطت في منطقة بات يام، إحدى ضواحي المدينة، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين، إضافة إلى أضرار جسيمة لحقت بمبانٍ سكنية وتجارية، وسط أنباء عن فقدان 18 شخصًا لا تزال فرق الإنقاذ تبحث عنهم تحت الأنقاض.
التصعيد غير المسبوق يأتي في ظل تباين المواقف الدولية. ففي أول تعليق له، نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أي دور للولايات المتحدة في الهجمات التي طالت إيران، وكتب على منصة "تروث سوشيال" أن "إبرام صفقة بين إيران وإسرائيل ممكن بسهولة"، داعيًا إلى إنهاء ما وصفه بـ"الصراع الدموي". لكنه حذر في الوقت ذاته طهران من استهداف المصالح الأميركية، ملوحًا برد عسكري "غير مسبوق" إذا تم ذلك.
فيما تلتزم الدول الأوروبية والروسية الصمت الحذر حتى الآن، تتحدث تقارير دبلوماسية عن تحركات في مجلس الأمن لاحتواء الأزمة، وسط شكوك بقدرة أي وساطة فورية على وقف التصعيد.
ويرى مراقبون أن الأيام المقبلة قد تشهد مزيدًا من الانخراط العسكري، مع استعداد كل طرف لتوسيع دائرة الاستهداف، ما ينذر بصراع قد يمتد لأسابيع أو أكثر، في ظل غياب مؤشرات حقيقية على تهدئة قريبة.