الحريق المستمر منذ أيام في منطقة جبل التركمان شمال وشمال شرق ريف اللاذقية، يعد من أعقد الحرائق التي واجهتها فرق الإنقاذ، نتيجة وعورة التضاريس، وامتداد الغابات بشكل متصل، إلى جانب عوامل طبيعية معقدة.
وتمتد المنطقة المتضررة من رأس البسيط مرورا بمنطقة قسطل معاف، وصولا إلى أطراف ربيعة، وتضم المنطقة عددا كبيرا من مخلفات الحرب، من ضمنها ألغام غير منفجرة، من الممكن أن تكون قد انفجرت نتيجة ارتفاع درجات الحرارة أو الاحتكاك، ما تسبب باندلاع مزيد من الحرائق ولا يستبعد أن تكون هذه الحرائق بفعل فاعل
وقد شارك أكثر من 80 فريقا منتشرا في ريف اللاذقية الشمالي، يعملون لليوم الرابع على التوالي، وسط ظروف صعبة تشمل وجود ألغام لم تنفجر بعد، وسرعة في الرياح تؤدي إلى انتقال الحريق من منطقة إلى أخرى.
وتقوم فرق الدفاع المدني على حماية محمية الفرلق الطبيعية، وتقسيم المنطقة إلى قطاعات باستخدام الآليات الثقيلة في محاولة لاحتواء تمدد النيران.
وكان الدفاع المدني السوري قد أعلن في بيان رسمي أمس الأحد، أن فرق الإطفاء في وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، نشرت أكثر من 160 آلية إطفاء و12 آلية ثقيلة، من مختلف مديريات الدفاع المدني السوري في المحافظات والتي وصلت لتساند وتشارك في عمليات إخماد الحرائق. وأضاف البيان: تتولى إدارة عمليات الاستجابة غرفتا عمليات (رئيسية وفرعية) تشرفان على عمل الفرق على الأرض وتوجيههم وتزويدهم بالمتطلبات الرئيسية لاستمرار العمل، وتشارك في العمل طواقم من الجمهورية التركية بواقع 20 آلية نجدة، 7 ملاحق، و12 فريق إطفاء وتدخل، ووصلت إلى المكان أيضاً فرق من المملكة الأردنية الهاشمية لتشارك في العمل بـ20 آلية و71 عنصراً.
وبث الدفاع المدني السوري مشاهد توثق حجم الدمار المرعب الناتج عن الحرائق التي تواصل انتشارها لليوم الرابع على التوالي، مؤكدا أن الفرق تواصل عمليات الإخماد بمشاركة فعالة من فرق الإطفاء التركية التي وصلت لدعم جهود الدفاع المدني السوري في التصدي لهذه الكارثة.
وحسب مقاطع مرئية، فإن المروحيات التي شاركت في عمليات إخماد النيران في عدة مناطق متضررة من ريف اللاذقية خلال اعتمدت على التزود بالمياه من سد بلوران القريب من موقع الحريق. بينما تشهد أحراج منطقة كسب تحديدا سحب دخان كثيفة صادرة عن الحرائق المستعرة، ما دفع إلى تكثيف الجهود من قبل فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني السوري وفوج الإطفاء الحراجي التابع لوزارة الزراعة، إلى جانب تدخل متطوعين من الأهالي.
وأعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث تدخل طائرات الإطفاء التركية للمساعدة في السيطرة على الحرائق، ودخول الفرق الأردنية الأراضي السورية عبر معبر نصيب الحدودي في محافظة درعا، وانطلاقها فوراً نحو مناطق الحريق، دعماً لعمليات الإطفاء التي تنفذها فرق الدفاع المدني السوري. كما أعلنت مديرية الأمن العام الأردني في بيان الأحد إرسال مجموعة من فرق الإطفاء المتخصّصة من الدفاع المدني لمساعدة سوريا في إخماد الحرائق، مشيرة إلى أن فرق الإطفاء زُودت بكامل المعدات والآليات الحديثة اللازمة.
ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مقطع فيديو يظهر عبور أكثر 20 مركبة أردنية معظمها سيارات إطفاء في اتجاه مناطق الحرائق.