دمشق تؤكد لقاءً أمنيًا مع وفد إسرائيلي في باريس بوساطة أميركية: مشاورات لاحتواء التصعيد جنوب سوريا

السوري اليوم
الأحد, 27 يوليو - 2025
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك

كشف مصدر دبلوماسي سوري، للمرة الأولى، عن لقاء رسمي جرى مؤخرًا في العاصمة الفرنسية باريس، جمع وفدًا سوريًا يضم مسؤولين من وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات، مع وفد إسرائيلي، وذلك بوساطة أميركية، بهدف مناقشة التطورات الأمنية المتسارعة في الجنوب السوري، وخاصة في محافظة السويداء.

وبحسب المصدر، الذي تحدث لوسائل إعلام سورية وعربية، فقد جاء اللقاء في سياق “مشاورات أولية تهدف إلى خفض التوتر وإعادة فتح قنوات التواصل”، بعد تصاعد التوترات منذ أوائل كانون الأول، دون التوصل إلى اتفاقات نهائية.

وأكد المصدر أن الوفد السوري شدد خلال اللقاء على وحدة وسلامة الأراضي السورية كمبدأ غير قابل للتفاوض، محذرًا من محاولات استغلال بعض المكونات المجتمعية في مشاريع تقسيمية، أو إنشاء كيانات موازية من شأنها تهديد وحدة البلاد وإثارة الفتنة الطائفية.

تحميل إسرائيل مسؤولية التصعيد

الوفد السوري حمّل الجانب الإسرائيلي مسؤولية التصعيد العسكري الأخير، مؤكداً أن استمرار السياسات العدوانية يشكل تهديدًا لأمن واستقرار المنطقة بأكملها، وأن سوريا ترفض أي محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض بقوة الأمر الواقع.

كما جدد الوفد السوري رفضه القاطع لأي وجود أجنبي غير شرعي على الأراضي السورية، مؤكدًا سعي مؤسسات الدولة والشعب السوري إلى إعادة الإعمار وتحقيق الأمن والاستقرار، ورفض الانجرار وراء “مشاريع مشبوهة” تهدد وحدة البلاد.

نقاش حول فض الاشتباك واللقاءات المستقبلية

وتطرّق الاجتماع، بحسب المصدر، إلى إمكانية إعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، بضمانات دولية، وطالب الوفد السوري بـانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من النقاط التي احتلتها مؤخرًا في الجنوب.

كما ناقش الطرفان إمكانية عقد لقاءات إضافية خلال الفترة المقبلة، في حال توفر ظروف سياسية وأمنية مناسبة.

لقاء وزاري غير مسبوق

وفي سياق متصل، نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر دبلوماسي في دمشق تأكيده أن اجتماعًا غير مسبوق جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بنظيره الإسرائيلي رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، الخميس الماضي. فيما صرّح المبعوث الأميركي توم باراك، أمس الجمعة، أن الاجتماع ناقش “سبل التهدئة ومنع انزلاق الوضع الميداني في سوريا إلى مرحلة أكثر خطورة”.