مظلوم عبدي يؤكد تمسكه بسوريا موحدة بجيش واحد.. واتفاق الاندماج مع دمشق "قيد التنفيذ التدريجي"

السوري اليوم
الثلاثاء, 29 يوليو - 2025
تصريحات عبدي الجديدة بالحفاظ على سوريا موحدة هل تصدق ؟
تصريحات عبدي الجديدة بالحفاظ على سوريا موحدة هل تصدق ؟

أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، في تصريحات متزامنة لقناتي "العربية" و"الحدث"، أن قنوات الاتصال بين "قسد" والحكومة السورية مفتوحة بشكل يومي، وأن الطرفين متفقان على مبادئ أساسية تتعلق بوحدة الأراضي السورية تحت سلطة مركزية موحّدة، بجيش واحد وعلم واحد.

وأوضح عبدي أن الاتفاق الموقّع مع الحكومة السورية، والذي وصفه بأنه تم "برعاية مباشرة من الرئيس أحمد الشرع"، ينص على اندماج قوات قسد تدريجياً ضمن الجيش السوري، في إطار مركزية عسكرية تشمل كامل الأراضي السورية.
وأضاف: "سوريا المستقبل لن يكون فيها جيشان، بل جيش وطني واحد، ونحن ملتزمون بهذا التوجّه"، مشدداً في الوقت نفسه على أن عملية دمج نحو 100 ألف مقاتل في وزارة الدفاع السورية تحتاج إلى وقت، وإلى ضمانات دستورية وتنظيمية واضحة.

اجتماع باريس المقبل.. وجدول مؤجل بسبب السويداء

وأشار عبدي إلى أن آلية الاندماج العسكري والمدني سيتم بحثها بشكل موسع خلال اجتماع مرتقب في باريس، تم تأجيله بطلب من دمشق على خلفية التطورات الأمنية الأخيرة في محافظة السويداء.
وأكد أن "أحداث السويداء المؤسفة تشجّعنا أكثر على المضي في التفاوض للوصول إلى اتفاق شامل يحمي وحدة سوريا ويعزز الاستقرار".

مؤسسات الدولة إلى الرقة والحسكة؟

وفي سياق متصل، كشف قائد "قسد" أن إدارته قدمت طلباً رسمياً لعودة المؤسسات الحكومية السورية إلى مناطق سيطرة قواته، خصوصاً في محافظات الرقة، دير الزور، والحسكة، مؤكداً أن الجميع متفق على الحفاظ على وحدة سوريا، وأن اللامركزية لا تعني التقسيم، بل وسيلة لإدارة المناطق بفعالية مع بقاء السيادة للدولة.

وفيما يتعلق بالحقوق الثقافية، قال عبدي إنهم طالبوا باعتبار اللغة الكردية لغة رسمية في المناطق ذات الأغلبية الكردية، إلى جانب اللغة العربية، مشيراً إلى أن دمشق أبدت استعداداً للموافقة على هذا المطلب في إطار تفاهم ثقافي شامل.

دور سعودي متنامٍ.. واتصالات مفتوحة مع تركيا

أشاد مظلوم عبدي بما وصفه بـ"الدور الإيجابي" للمملكة العربية السعودية، قائلاً إن الرياض أسهمت بجهود كبيرة في مسار رفع العقوبات عن سوريا، كما أنها مرشحة لتكون وسيطاً نزيهاً في المفاوضات بين "قسد" والحكومة السورية، إذا ما قررت لعب هذا الدور.

وعلى صعيد العلاقات مع تركيا، كشف عبدي عن وجود قنوات اتصال دائمة مع أنقرة، واصفاً الوضع الحالي بأنه "إيجابي"، دون تقديم تفاصيل إضافية.

مراقبون: التصريحات تكرارية وتفتقر للخطوة الميدانية

رغم هذه التصريحات المتقدمة، يرى مراقبون أن الخطاب الذي يتبناه مظلوم عبدي لم يشهد تطوراً جوهرياً منذ مارس الماضي، وأنه لا يزال يتضمن "ألغامًا لفظية" تشير إلى مماطلة محتملة، لا سيما في الحديث المتكرر عن "الحاجة إلى وقت".
ويشير بعض المحللين إلى أن غياب أي خطوات ميدانية ملموسة – مثل تسليم مواقع أو إعادة انتشار حقيقية – يجعل من الصعب التعامل بجدية مع هذه التصريحات، رغم ما تعكسه من ضغط دولي متزايد على الأطراف الكردية للانخراط في مشروع وطني شامل.

تأتي تصريحات عبدي في توقيت إقليمي ودولي دقيق، يترافق مع تحركات نشطة لإعادة ترتيب الملفات السورية، خاصة في شمال شرق البلاد.
وبينما تتجه بعض القوى الدولية والعربية إلى دعم "حل وطني مركزي"، فإن ترجمة هذه الرؤية لا تزال رهينة الاتفاقات السياسية لدى الطرفين، والإجراءات العملية التي قد تثبت – أو تنفي – جدية هذه التصريحات.