حذرت جماعة حزب الله اللبنانية يوم الجمعة من شبح حرب أهلية وقال أمينها العام نعيم قاسم إنه “لا حياة للبنان” إذ سعت الحكومة اللبنانية إلى مواجهة الجماعة أو القضاء عليها.
وتتطلع الحكومة للسيطرة على الأسلحة بما يتماشى مع خطة مدعومة من الولايات المتحدة في أعقاب الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، الذي تأسس قبل أربعة عقود بدعم من الحرس الثوري الإيراني.
لكن الجماعة تقاوم الضغوط لتسليم سلاحها، قائلة إن ذلك لا يمكن أن يحدث حتى تنهي إسرائيل هجماتها واحتلالها لشريط حدودي في جنوب لبنان كان معقلا لحزب الله.
وقال قاسم في خطاب بثه التلفزيون “فلنكن معا في بناء البلد، لنربح جميعا. لا يبنى البلد لمكون دون آخر. هذه أرضنا معا، هذا وطننا معا نحيا بعزة معا ونبني سيادته معا”.
وأضاف “أو لا حياة للبنان إذا كنتم ستقفون في المقلب الآخر، وتحاولون مواجهتنا والقضاء علينا، لا يمكن أن يبنى لبنان إلا بكل مقوماته. إما أن يبقى ونبقى معا وإما على الدنيا السلام. وأنتم تتحملون المسؤولية وعلى الله الاتكال”.
ووجهت إسرائيل ضربات موجعة لحزب الله خلال العامين الماضيين وقتلت العديد من كبار قادته، بمن فيهم الأمين العام السابق حسن نصر الله وخمسة آلاف من مقاتليه ودمرت جزءا كبيرا من ترسانة أسلحته.
وقال قاسم “هذه الحكومة تنفذ الأمر الأمريكي الإسرائيلي بإنهاء المقاومة، ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية وفتنة داخلية”.
من جانبه قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن تصريحات قاسم تحمل تهديدا مبطنا بالحرب الأهلية، واصفا إياها بأنها “غير مقبولة"”.
وقال سلام في منشور على موقع إكس نقل فيه تصريحاته من مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط “لا يوجد أحد في لبنان اليوم يريد الحرب الأهلية، والتهديد والتلويح بها مرفوض تماماً.لا يجوز لأي طرف في لبنان حمل السلاح خارج إطار الدولة اللبنانية”.
وكلف مجلس الوزراء اللبناني الأسبوع الماضي الجيش بحصر السلاح بيد قوات الأمن التابعة للدولة فقط وهي خطوة أثارت غضب حزب الله.
لكن قاسم قال إن حزب الله وحركة أمل حليفته الشيعية قررا إرجاء أي احتجاجات في الشوارع على تلك الخطة ما دام هناك مجال للحوار مع الحكومة.
وأضاف “يوجد مجال لإجراء تعديلات قبل أن نصل إلى المواجهة التي لا يريدها أحد. ولكن إذا فرضت علينا نحن لها، ونحن مستعدون لها، ولا خيار أمامنا، حينها تحصل تظاهرة بالشوارع، تعم لبنان، تذهب على السفارة الأمريكية، تقوم بأعمال لها علاقة بنصرة الحق وإبراز الحضور والوجود”.
واندلع الصراع بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما استهدفت الجماعة مواقع إسرائيلية على طول الحدود الجنوبية تضامنا مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بداية حرب غزة. وحول هذا الصراع أجزاء من لبنان إلى ركام.
ولا يزال حزب الله وحركة أمل يحتفظان بنفوذ سياسي إذ يعينان وزراء شيعة في الحكومة ويشغلان مقاعد الشيعة في البرلمان. لكنهما، ولأول مرة منذ سنوات، فقدا “الثلث المعطل” في الحكومة الذي كان يمكنهما من عرقلة قرارات الحكومة في الماضي.
ولا يزال حزب الله يحظى بدعم قوي بين الشيعة في لبنان، لكن الدعوات الموجهة له لتسليم سلاحه تزايدت بين بقية أطياف المجتمع