الشرع يأمل تجنب الصراع العسكري مع "قسد"

الاثنين, 18 أغسطس - 2025
الرئيس السوري أحمد الشرع
الرئيس السوري أحمد الشرع


عبر الرئيس السوري أحمد الشرع عن أمله في أن تتجنب بلاده الصراع العسكري مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في حال انهيار جهود دمج إدارتهم الذاتية في شمال شرق سوريا ضمن هيكل الدولة.
وفي تصريحات أدلى بها في وقت متأخر من يوم السبت لشخصيات بارزة من إدلب، حيث حشد قوات موالية له، قال الشرع إن القادة الأكراد أبدوا استعدادهم للمضي قدما في اتفاق تاريخي في مارس آذار لوضع مناطقهم الخاضعة لإدارة الأكراد تحت سلطة الدولة.
لكنه قال إن أفعالهم على الأرض تشير إلى خلاف ذلك.
وأضاف “قسد (قوات سوريا الديمقراطية) يعبرون عن استعدادهم لتطبيق هذا الاتفاق. عندهم بعض التفاصيل، وأحيانا على الأرض تبدر منهم إشارات معاكسة لما يقولونه في المفاوضات وفي الإعلام”.
وذكر الشرع أن تركيا وواشنطن، القوتان الرئيسيتان الداعمتان لاتفاق دمج شمال شرق سوريا الغني بالنفط في الدولة، تريدان حل القضية سلميا.
وقال “كل الأطراف الدولية الدافعة باتجاه حل موضوع الشمال شرق بطريقة سلمية، وأسأل الله ألا نتجه لأي خلافات بينهم، وأيضا أنا مستبشر في هذا الجانب إن شاء الله، وبضعة أشهر يحل الملف بشكل سليم”.
وأدى انهيار محادثات المتابعة منذ اتفاق مارس آذار إلى تصعيد التوتر في المنطقة، مما أثار اشتباكات جديدة هذا الشهر بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية.
وقامت قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر على أنحاء من شمال شرق سوريا حيث يشكل العرب أغلبية، في الآونة الأخيرة بتحصين شبكات أنفاق واسعة على امتداد خطوط المواجهة. ويتهم العديد من القبائل العربية قوات سوريا الديمقراطية باتباع سياسات تنطوي على تمييز، وهي مزاعم ينفيها المسؤولون الأكراد.
قال مسؤولون إن الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا عززت مواقعها وسط مخاوف من تصعيد محتمل واسع النطاق في الأعمال القتالية.
وهددت أنقرة بعمل عسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها منظمة إرهابية واستهدفتها في عمليات سابقة عبر الحدود.
وتتوقع أنقرة من الحكومة السورية معالجة مخاوفها الأمنية، لكنها تقول إنها تحتفظ بحقها في شنّ هجوم إذا لزم الأمر.
وعبّر المبعوث الأمريكي إلى سوريا توم برّاك، المؤيد لدولة سورية قوية وموحدة، عن قلقه الشهر الماضي إزاء تأخر الأكراد في تنفيذ اتفاق مارس آذار، وحثّ على تسريع التقدم.
وأعربت السلطات في دمشق في وقت سابق من هذا الشهر عن غضبها إزاء مؤتمر عقدته قوات سوريا الديمقراطية في الآونة الأخيرة ودعا إلى مزيد من اللامركزية. وطالب بمراجعة إعلان دستوري قالت إنه ينم عن تمييز ضد الأقليات، في خطوة اعتبرها المسؤولون تهديدا لوحدة أراضي سوريا.
وقال مسؤولون سوريون إن أي هجوم عسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية سيعتمد على الفصائل المدعومة من تركيا العاملة في شمال سوريا، وأضافوا أن صبر أنقرة آخذ في النفاد مما تعتبره تقاعسا كرديا.
وقال الشرع إن من يسعون إلى التقسيم “حالمون.. وكثير من الأحيان الأفكار الحالمة تؤدي أصحابها إلى الانتحار”. وأضاف “عوامل التقسيم غير متوفرة ومستحيلة في سوريا، والمجتمع السوري غير قابل للتقسيم”.
وأصر الشرع على أن البلاد لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها. وانتقد كذلك الجماعات الدرزية التي تسعى للحصول على دعم من إسرائيل في مواجهتها مع دمشق.
انضم الآلاف إلى احتجاج درزي كبير في السويداء يوم السبت. طالب المحتجون الذين كانوا يرفعون الأعلام الإسرائيلية بالحق في تقرير المصير، وأشادوا بإسرائيل لتدخلها العسكري الذي أجبر القوات السورية على التراجع بعد مقتل المئات الشهر الماضي.
وأقر الشرع بحدوث تجاوزات من قبل قوات الأمن وأفراد الجيش في السويداء.
وقال “الأحداث الأخيرة حصل فيها الكثير من التجاوزات من كل الأطراف.. تجاوزات كلنا ندينها ولا نقر بها ولم نأمر بها على الإطلاق”.
وأضاف “التجاوزات لم تكن فقط من البدو تجاه الدروز.. الدروز كانت لديهم أيضا تجاوزات كثيرة في وجه البدو وكل هذا الأمر موثق، وأيضا بعض أفراد الأمن والجيش في سوريا أيضا قام ببعض التجاوزات نذكرها للأمانة كشفافية”