أحمد معاذ الخطيب يطرح 13 بندًا لرؤية وطنية جامعة: سورية تستحق مشروعًا حضاريًا لا وصايات مؤقتة

السوري اليوم
الأحد, 11 مايو - 2025
احمد معاذ الخطيب / ارشيف
احمد معاذ الخطيب / ارشيف


دمشق – متابعات

بعد مرور خمسة أشهر على ما وصفه بـ"التحرير المبارك"، طرح أحمد معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رؤية من 13 بندًا تضمنت مقترحات سياسية وفكرية تهدف إلى إعادة بناء الدولة السورية على أسس جديدة من العدالة والشراكة الوطنية والاستقلال الحقيقي عن الهيمنة والصراعات الإقليمية والدولية.

وفي بيانه الذي لقي تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، دعا الخطيب إلى إعادة كتابة الإعلان الدستوري من قبل لجنة أكثر تخصصًا وجرأة سياسية، معتبرًا أن الشعب السوري ليس حقل تجارب سياسي، وأن الوقت قد حان للاستفادة من الكفاءات الوطنية المنتشرة داخل وخارج البلاد.

وأكد الخطيب على ضرورة تجاوز المفاهيم الوطنية الضيقة، مشيرًا إلى أن "الوطنية التي رسمتها أيدي سايكس بيكو هي وطنية شيطانية"، بينما الوطنية الحقيقية هي التي "تلم الناس وتوحدهم".

ولفت إلى أن سوريا تمتلك خصوصية حضارية فريدة تؤهلها لحمل مشروع أممي يقوم على بناء السلام والتعارف ومد الجسور بين الشعوب، داعيًا إلى تجاوز العداوات التي تتركها الأنظمة بعد رحيلها، وإلى نموذج حضاري تشاركي يجمع الكرد والترك والفرس والعرب.

وفي رفض واضح لأي تطبيع قسري مع إسرائيل أو غيرها، شدد الخطيب على أن "الشعوب هي التي تقرر بوصلتها وليس الحكومات"، معتبرًا أن كل أنواع التطبيع بالإكراه قد فشلت.

كما شدد على أن المقاومة عقيدة وفكر لا تقتصر على السلاح، وأن السلام لا يمكن تحقيقه إلا في ظل التكافؤ والندية، مؤكدًا ضرورة تحريم السلاح الكيماوي من جميع الأطراف، والدعوة إلى سحب السلاح بشكل متوازٍ ومن كل المناطق السورية.

وفي تقييمه لمسيرة الثورة، قال إن الشعب السوري امتلك خلال كفاحه خبرات قادرة على التعامل مع أكبر الإمبراطوريات، داعيًا للحفاظ على النسيج الاجتماعي السوري الذي وصفه بأنه من أبدع مكونات الأرض.

كما ركز الخطيب على الدور المحوري للمكون السني في سورية، رافضًا اختزاله كأقلية أو طائفة، ومعتبراً إضعافه محاولة خبيثة لإشعال الفتنة.

وتطرق أيضًا إلى أهمية الكفاءات الاقتصادية الحرة في كسر الحصار المفروض على سورية، وأشاد بوظيفة الأجسام الدينية في جمع الناس لا تفريقهم، داعيًا إلى الابتعاد عن التحريض الطائفي.

واختتم الخطيب بيانه بالتأكيد على أن العدالة الانتقالية مطلب أساسي، وأن المشروع الوطني السوري القائم يستحق الدعم والتقويم لا التثبيط، واصفًا إياه بأنه "ربما يكون قارب النجاة الأخير للسوريين جميعًا".