لا تزال "داعش" الإرهابية الظلامية تشكل تهديدا في أكثر من مكان، ولها أوكار في سوريا، وذئاب منفردة تقوض الأمن المدني في البلاد. هذا التنظيم الإرهابي الذي يقوم بعمليات إجرامية كلما سنحت له الفرصة يقوض الأمن ويدفع إلى مواجهات مسلحة مع قوات التحالف وقوات الأمن السورية، ورغم العمليات المستمرة منذ نشأته في العام 2003 في العراق ثم تمدده إلى سورية تحت قيادة أبو بكر البغدادي ومقتل زعمائه الواحد تلو الآخر لا تزال بعض فلوله النائمة والمتحركة تسعى لإثبات وجودها بعمليات إجرامية تزيد من مواجهتها والقضاء عليها كما حصل مؤخرا في الضربات الأمريكية السورية الأردنية لعشرات الأهداف التابعة لها. وكأن هذا التنظيم الذي أعلن الرئيس الأمريكي سابقا بأنه تم القضاء عليه ينبعث من رماده في كل مرة. ولكن لم يع هذا التنظيم، ولا كل التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في أكثر من مكان في الشرق الأوسط من مصر إلى الصومال والعراق وسوريا وأفغانستان والسعودية واليمن، وبعض دول إفريقيا بأن العمل الإرهابي، والتطرف لا يمكنه أن يحرز أي نتائج سوى الخراب والقتل والدمار. والعقل الظلامي لا يفرز سوى الويلات وعمليات الهدم للحضارة والثقافة وتقييد الحريات والإرهاب الجسدي والنفسي. إن شعوب المنطقة بأكملها ترفض هذا الفكر التكفيري، والعمل الإرهابي، وبطبيعة الحال فإن الأنظمة القائمة ستعمل جاهدة لمواجهة هذه التنظيمات بكل الوسائل، فماذا قدمت هذه التنظيمات سوى القتل المجاني، وارتكاب الجرائم المريعة وتدمير الحضارة كما حصل في آثار العراق وتدمر في سوريا، إن هذه الأعمال ليس من شأنها سوى تشويه صورة الإسلام، ولا تخدم في شيء الدين الحنيف. فشعوب المنطقة التي تضم كل الأديان، والعرقيات، والطوائف هي بأمس الحاجة للانفتاح على الآخر، وتشكيل اللحمة التي تضمن العيش الكريم لكل مكونات هذه الشعوب، وليس الانغلاق ومحاربة كل ما هو يغاير الفكر التكفيري الإرهابي. فهذه الظاهرة التي تشهدها بلادنا لا بد من التخلص منها عاجلا، وعلى كل أنظمة المنطقة أن تضافر جهودها للقضاء المبرم عليها، والتطلع نحو غد أفضل مشرق نحو التقدم والازدهار والرخاء والحرية والتعايش السلمي بين كل مكونات المجتمعات مهما كانت انتماءاتها الدينية والعرقية.