"بعد هزيمة الروم البيزنطيين وقائدهم هرقل في معركة اليرموك مع جيش المسلمين وقف هرقل على أخر تلة في سوريا وقال بمرارة كبيرة: "عليكِ السلام يا سوريا، تسليم مودعٍ لم يقضِ منك وطرًا، وهو عائد، قد كنت سلمتُ عليكِ من قبل تسليم المسافر، أما اليوم فعليك السلام يا سوريا، تسليم المفارق، سلام مودع لا يرى أنه يرجع إليك أبدًا، لا يعود روميٌّ إليكِ أبدًا إلا خائفًا، عليك يا سوريا السلامُ ونعم البلدُ هذا للعدو".
لم يكن هرقل الوحيد في حزنه على مفارقة سوريا، فمن تاريخها أن غزاتها الذين كانوا يطمحون في السيطرة عليها هزموا بطريقة أو بأخرى وهو يجرون ذيول الخيبة والمرارة، من فرس، وإغريق، ورومان، ومنغول، وتتار، وصليبيين، وسواهم، واليوم يسطر التاريخ كيف أن الشعب السوري الذي وقع تحت حكم عائلة شريرة مجرمة دموية فاسدة زعمت أن حكمها سيكون للأبد فإذا بها وبعد أن ملأها مغتصبها بتماثيله وصوره وصور أبنائه فإذا بها جميعا تسقط تحت معاول السوريين وتملأ شاحنات القمامة لتذهب إلى مزبلة التاريخ، ويتركون خلفهم فلولا وجماعات من الذين كانوا مستفيدين من حكمهم يحاولون عبثا وضع العصي في الدواليب بدعم من دولة الاحتلال في تعافي سوريا ومتابعة مسيرة التحرير والبناء. إن هؤلاء وكل من يدعمهم أن سوريا والسوريين لن يعودوا للوراء حتى خطوة واحدة، وأن التاريخ لا يعيد نفسه، فليتحسروا على أيامهم الخوالي كما تحسر هرقل قائد الروم لأنها لن تعود، وإذا أصروا على الوقوف في وجه تقدم السوريين سوف يهزمون هم وكل من يدعمهم، لقد نال الشعب السوري حريته في يوم النصر، وفرت العائلة المجرمة وهي تحمل سرقاتها من أموال سوريا وتحمل معها كل الدم السوري الذي سفكته وهذا الدم لن يتحول إلى ماء. فسوريا للسوريين للأبد وليس لعائلة الأسد، ولا لأي قوة، أو جهة أخرى مهما كانت، ومن دفع دم أبنائه فداء لهذا الوطن لن يبخل بدمه ليدافع عنه مرة أخرى، والغبي، الذي لم يقرأ التاريخ، من الإشارة لا يفهم.