ثلاث شخصيات وردت أسماؤهم على صفحة الفيس بوك اليوم 4.6.2025
هذه الشخصيات تستحق كل تقدير، وتؤخذ منها العبر، والفخر، والعزة، والكرامة، والحب، والإيمان. رغبت أن أطلع كل من يزور موقعنا بأننا نؤمن بكل شخصية شامخة يكتب الآخرون بحروف من ذهب لا تمحى من الذاكرة
فيروز
هي المرة الأولى التي يمنح فيه الصوت لقب الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية العريقة في بيروت.. انه صوت المطربة اللبنانية فيروز الذي استحق الدكتوراه الفخرية بعد مسيرة فنية استمرت أكثر من نصف قرن.
وفيروز التي سبق أن حازت على العديد من الألقاب والجوائز الفنية وخاصة نيلها مفتاح القدس بعد غنائها للمدينة المقدسة أصبحت بين 22 شخصية برعوا في مجالات الطب والعلوم والفلسفة ولكنها أول مطربة في العالم تمنح هذا اللقب من الجامعة الامريكية في بيروت.
جلس الحضور على المقاعد الخشبية في قاعة (أسمبلي هول) بالجامعة الامريكية وفي مقدمتهم شخصيات سياسية وادبية واعلامية وفنية كمن يجلس حول موقدة نار في برد قارس وهم يرمقون المكرمين الخمسة الذين ارتدوا ثوبا اسود اللون واصطفوا على جانب القاعة تمهيدا لمنحهم اللقب.
وتشرف الجميع بوجود الدكتور أحمد زويل مع فيروز أيضا لتسعد به كثيرا.
وفي كل مرة يعلن فيه اسم أحد المكرمين تعالى التصفيق في القاعة وخصوصا مع سماع اسم فيروز التي وضع على كتفها الوشاح الاحمر وتسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية.
وقالت فيروز في كلمة القاها بالنيابة عنها الدكتور جورج نجار عميد كلية الاعمال في الجامعة الامريكية «نلتقي معا لتكريم غنائي اذ نمنح لقبا طالما احتكره العلم الاكاديمي. الغناء كان حوار الانسان الاولي مع غوامض الكون وقواه العليا. لغة الصلاة هو ولغة الابتهال والتسبيح والحب.»
اضافت فيروز قائلة في كلمتها «يشرفني ان يكرم الغناء بشخصي. انني اعتبر هذا التكريم موجهاً في الوقت نفسه الى الثقافة التي اغتنيت بها والى الجمهور اللبناني والعربي الذي غمرني بمحبة والى اسرتي الفنية والمبدعين الذين رافقوني بافكارهم وابداعهم والى الفن اللبناني كمدرسة ورسالة.»
وفي اشارة الى زوجها الراحل عاصي الرحباني الذي واكب مسيرتها الفنية اعتبرت فيروز «هذا التكريم موجه في الوقت نفسه الى الذي علمني ورافق حياتي وخطواتي في هذا الطريق.»
وقالت «يسعدني ان نلتقي هنا معا ونتكلم لغة انسانية تتجاوز الصراعات. لغة الفن والمعرفة» ( منقول و نشر سابقًا بصفحتنا)
دلال أبو آمنة
الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة رداً على دعوتها لحفلات في الإمارات العربية المتحدة، بكلام مسؤول واضح وصريح وشجاع
ردّاً على أهلنا في الإمارات ورسائلهم اليوميّة التي تصلنا حول إقامة عروض فنيّة هناك:
نوضّح لكم بأنّ امتناعنا عن قبول عروض فنيّة حيّة، نلقاكم من خلالها، رُغم التوّجّهات الكثيرة، والدّعوات التي نتلقّاها من قبل عدّة جهات رسميّة، منذ العامين الماضيين وحتّى يومنا هذا، لهوَ من باب المسؤوليّة الوطنيّة، وتحديداً، رفضنا المشاركة في معرض "إكسبو دبي 2020"، والذّي تمادى في تجاهله لمشاعر وحقوق الشّعب الفلسطينيّ، وخاصّة بعدما حدث في اليومين الأخيرين.
وتمّ هذا الرفض إنطلاقاً من واجبنا في اتّخاذ موقفٍ واضحٍ ضدّ كلّ ما يتعارض مع قضيّتنا الأم، القضيّة الفلسطينيّة.
ننوّه بأنّ قرارنا ينبع من قناعات شخصيّة تخصّنا ولا نفرضها على أحد، فلكلّ إنسان حريّته في تحديد مسيرته الفنيّة تبعًا لاعتباراته المهنيّة، ومبادئه الشخصيّة، والقيم الإنسانيّة التي تربّى عليها.
أمّا في حال تلقّينا عروضا مستقبليّة من مهرجانات أخرى لا تتعارض مع مواقفنا الوطنيّة، فمن الممكن أن نشارك فيها، بل ونرحبّ بذلك، إصراراً منّا على أهميّة التّواصل مع شعوبنا العربيّة كافّة، وجاليتنا الفلسطينيّة خاصّة، وتأكيداً منّا على ضرورة إيصال صوت قضيتّنا الفلسطينيّة إلى كلّ مكان، وبكلّ الطّرق الممكنة، لتبقى حيّة في نفوس الشّرفاء.
على أمل أن ينصلح الحال ونلقاكم يومًا ما.
مكتب الفنانة د. دلال أبو آمنة
براديومنا كومار ماهانانديا،
في أحد أيام عام 1975، كان شاب هندي يدعى براديومنا كومار ماهانانديا، المعروف اختصارًا بـ "بي كي"، يجلس على الرصيف المزدحم في مدينة نيودلهي، يرسم البورتريهات للمارّة بقلم الفحم، مقابل بضعة روبيات. لم يكن فنانًا عاديًا، بل كان يحمل في أنامله موهبة خارقة تجذب الأنظار، ووراء عينيه حكاية رجل ينتمي إلى طبقة منبوذة في المجتمع الهندي، لكنه يرفض أن يكون منبوذًا في الحياة.
في تلك اللحظة، توقفت أمامه فتاة أجنبية ذات شعر ذهبي وعيون زرقاء كالبحر. كانت شارلوت فون شيدفين، شابة سويدية من عائلة أرستقراطية، جاءت في رحلة روحية إلى الهند. سمعَت عن فنان يرسم وجوهًا كأنها تنطق بالحياة، فقررت أن تجلس أمامه.
وبين كل خط يرسمه، كانت تنشأ بينهما خطوط من نوع آخر: خطوط القدر. نظرة، فابتسامة، فحديث خجول، فحبٌ وُلد من رماد الفحم على ورقة رسم. لم يكن هناك منطق فيما حدث، لكنه كان صادقًا. خلال أسابيع، تزوجا وفق التقاليد الهندية تحت السماء المفتوحة وأوراق الشجر.
لكن السعادة لم تدم طويلًا، فقد حان موعد عودة شارلوت إلى السويد. اقترحت عليه أن يرافقها، وعرضت أن تشتري له تذكرة طيران. لكنه رفض بلطف، وقال:
"سآتي إليكِ بطريقتي الخاصة... أنتظريني."
وما فعله بعد ذلك لم يكن مجرّد وعد، بل أسطورة.
في بداية عام 1978، ودّع بي كي أهله وأصدقاءه، وربط حقيبة صغيرة على دراجته الهوائية، وانطلق في رحلة عمره من نيودلهي إلى السويد.
نعم، على دراجة هوائية!
مرّ خلال طرق محفوفة بالمخاطر، عبر باكستان، أفغانستان، إيران، تركيا، يوغوسلافيا، ألمانيا، ثم الدنمارك... دون خريطة رقمية، دون هاتف، فقط بالإيمان والحب وعناوين مكتوبة على الورق.
نام في الشوارع أحيانًا، أكل من الصدقات أحيانًا أخرى، رسم صورًا للمارة ليكسب ما يكفي من المال ليستمر، لكنه لم يتراجع.
وبعد أربعة أشهر و7000 كيلومتر، وصل أخيرًا إلى وجهته... السويد فقط بدراجة هوائية
وعندما طرقت يداه باب منزلها، لم تكن هناك كلمات... فقط دموع.
استقبلته شارلوت كما وعدت، وبدأت فصلاً جديدًا من حياتهما. تزوجا رسميًا، عاشا في السويد، أنجبا أطفالًا، واستمر حبهما حتى اليوم.
أما هو، فقد أصبح فنانًا محترمًا، وعضوًا في المجتمع السويدي، وها هي قصته تُروى الآن كأحد أعظم قصص الحب والتحدي في التاريخ الحديث.
هذه ليست قصة خيالية. إنها قصة واقعية تقول لنا شيئًا واحدًا:
عندما يكون القلب صادقًا، والمحبّة حقيقية... يمكن للدراجة أن تعبر قارات، وللحلم أن يصبح طريقًا مملوءا بالوفاء
في أحد أيام عام 1975، كان شاب هندي يدعى براديومنا كومار ماهانانديا، المعروف اختصارًا بـ "بي كي"، يجلس على الرصيف المزدحم في مدينة نيودلهي، يرسم البورتريهات للمارّة بقلم الفحم، مقابل بضعة روبيات. لم يكن فنانًا عاديًا، بل كان يحمل في أنامله موهبة خارقة تجذب الأنظار، ووراء عينيه حكاية رجل ينتمي إلى طبقة منبوذة في المجتمع الهندي، لكنه يرفض أن يكون منبوذًا في الحياة.
في تلك اللحظة، توقفت أمامه فتاة أجنبية ذات شعر ذهبي وعيون زرقاء كالبحر. كانت شارلوت فون شيدفين، شابة سويدية من عائلة أرستقراطية، جاءت في رحلة روحية إلى الهند. سمعَت عن فنان يرسم وجوهًا كأنها تنطق بالحياة، فقررت أن تجلس أمامه.
وبين كل خط يرسمه، كانت تنشأ بينهما خطوط من نوع آخر: خطوط القدر. نظرة، فابتسامة، فحديث خجول، فحبٌ وُلد من رماد الفحم على ورقة رسم. لم يكن هناك منطق فيما حدث، لكنه كان صادقًا. خلال أسابيع، تزوجا وفق التقاليد الهندية تحت السماء المفتوحة وأوراق الشجر.
لكن السعادة لم تدم طويلًا، فقد حان موعد عودة شارلوت إلى السويد. اقترحت عليه أن يرافقها، وعرضت أن تشتري له تذكرة طيران. لكنه رفض بلطف، وقال:
"سآتي إليكِ بطريقتي الخاصة... أنتظريني."
وما فعله بعد ذلك لم يكن مجرّد وعد، بل أسطورة.
في بداية عام 1978، ودّع بي كي أهله وأصدقاءه، وربط حقيبة صغيرة على دراجته الهوائية، وانطلق في رحلة عمره من نيودلهي إلى السويد.
نعم، على دراجة هوائية!
مرّ خلال طرق محفوفة بالمخاطر، عبر باكستان، أفغانستان، إيران، تركيا، يوغوسلافيا، ألمانيا، ثم الدنمارك... دون خريطة رقمية، دون هاتف، فقط بالإيمان والحب وعناوين مكتوبة على الورق.
نام في الشوارع أحيانًا، أكل من الصدقات أحيانًا أخرى، رسم صورًا للمارة ليكسب ما يكفي من المال ليستمر، لكنه لم يتراجع.
وبعد أربعة أشهر و7000 كيلومتر، وصل أخيرًا إلى وجهته... السويد فقط بدراجة هوائية
وعندما طرقت يداه باب منزلها، لم تكن هناك كلمات... فقط دموع.
استقبلته شارلوت كما وعدت، وبدأت فصلاً جديدًا من حياتهما. تزوجا رسميًا، عاشا في السويد، أنجبا أطفالًا، واستمر حبهما حتى اليوم.
أما هو، فقد أصبح فنانًا محترمًا، وعضوًا في المجتمع السويدي، وها هي قصته تُروى الآن كأحد أعظم قصص الحب والتحدي في التاريخ الحديث.
هذه ليست قصة خيالية. إنها قصة واقعية تقول لنا شيئًا واحدًا:
عندما يكون القلب صادقًا، والمحبّة حقيقية... يمكن للدراجة أن تعبر قارات، وللحلم أن يصبح طريقًا مملوءا بالوفاء