السوريون: "لا سلام مع الإفلات من العقاب"

المجرم فادي صقر
المجرم فادي صقر

تفاجأ السوريون بمجموعة من القرارات من الإدارة الجديدة ويتساءلون حول الإفراج عن شبيحة للنظام وتبيض صفحة جرائمهم.

 إذ عقد عضو "اللجنة العليا للحفاظ على السلم الأهلي" حسن صوفان، والمتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا

لتوضيح قرارات اللجنة المتعلقة بالأفراج عن عدد من ضباط النظام السابق، ومنهم قائد ميليشيات "قوات الدفاع الوطني" في دمشق فادي صقر الذي حسب قول صوفان "قد أُعطي الأمان من قبل القيادة" بدلا من توقيفه بناء على تقدير المشهد، وقال أيضا: "نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا مضطرون لاتخاذ قرارات تؤمّن استقرارا نسبيا في هذه المرحلة"، كما أكد أن العدالة الانتقالية لا تعني محاسبة كل من خدم النظام، والمحاسبة هي لكبار المجرمين الذين نفذوا جرائم وانتهاكات جسيمة".

هذا القرار وتبريره أثارا سخطا كبيرا في أوساط الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعية، وفي عائلات الضحايا التي فقدت أبناءها وأحبابها، وانطلقت دعوات لوقفة احتجاج تحت عنوان:" لا سلام مع الإفلات من العقاب"

وفادي مالك أحمد، من مواليد مدينة جبلة في ريف اللاذقية، أُطلق عليه اسم "فادي صقر" بين جماعته للدلالة على قوته، كما أُطلق عليه اسم "صقر الدفاع الوطني" كونه كان أحد قياديي "قوات الدفاع الوطني" الميليشيا المعروفة بعنفها بين السوريين، والمعروفة أيضا بتعدد ولاءاتها، فهي كانت توالي الروس في دير الزور، وتوالي الإيرانيين في الحسكة والقامشلي، وتخدم أجندات الطرفين في ريف دمشق والجنوب. . يُعد فادي صقر أحد أهم "مهندسي عمليات القتل الممنهج" التي تمت في حي التضامن بدمشق عام 2013، والتي راح ضحيتها أكثر من 280 مدنيا، فقد قامت قواته بإعدامات ميدانية للمدنيين وقاموا بتصويرها كنوع من المتعة وإظهار الولاء والبطولة. كما ظهر فادي صقر في فيديوهات وهو يأمر بتوجيه المدافع نحو منطقة الحجر الأسود قرب دمشق، ويُشرف على إطلاقها وفي شهر أغسطس/آب من عام 2020، وضعت الإدارة الأميركية اسم فادي صقر على لوائح العقوبات.

هذا هو فادي صقر تاريخ حافل بالإجرام في حق السوريين، ويداه ملطختان بدمهم، فكيف يمكن لأهالي الضحايا أن يسكتوا عن سفك دماء أبنائهم باسم المصالحة الوطنية؟ وكيف يمكن تطبيق العدالة إذا كان هذا المجرم يتجول حرا طليقا في سوريا الجديدة المطالبة بالحرية والعدالة؟ أعتقد أن هذه اللجنة التي تسعى لتحقيق السلم الأهلي ستقع في خطأ فادح بتأليب الراي العام السوري عليها خاصة وأن هناك أكثر من فادي صقر قد تم الإفراج عنهم.