استيقظ العالم على ضربة صهيو ـ أمريكية استباقية على إيران، واندلعت شرارة الحرب التي لا تؤمن عواقبها، هناك من هلل، وهناك من علل، في شرق أوسط محاط بالمخاطر لا يعرف المرء فيه أي منقلب ينقلب إليه، فمن جانب دولة الفرس التي كانت تسعى للهيمنة على دول عربية وخاصة سوريا ولبنان والعراق، ومن جانب آخر دولة الاحتلال الصهيو ـ أمريكية التي تريد أن تغير وجه الشرق الأوسط بدعم الأقليات العرقية والطائفية وتحويلها إلى دويلات تدور في فلكها فعلى أي الجانبين تميل،، وهذا ليس قولا من نسج الأوهام والتخيلات بل هو حقيقة واقعة يصرح عنها يوميا زعماء الصهاينة وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو الذي عرضها على خريطة على منبر الأمم المتحدة، وتبعه دونالد ترامب الذي يخطط لبلع قطاع غزة ليحوله لجنة عقارية ترسو في مينائها يخوت الأغنياء، بعد أن أهدى صاحبه في شوطه الأول الجولان السوري. ولا يتوانى اليوم في الحرب على إيران أن يستخدم السلاح النووي كما استخدمه سلفه هاري ترومان على اليابان في أكبر كارثة إنسانية شهدها العالم. ومع ذلك فأولو الألباب من العرب لم نر من أحدهم أي رد فعل يذكر وكأنهم ينامون في العسل، أو كأن ما يدور حولهم هو بعيد عنهم، مع أن النار تندلع في الجار، وغدا ستصل إليك، وكل المؤشرات السابقة من ضرب لبنان واحتلال مواقع فيه، وضرب مقدرات الجيش السوري، واحتلال أراضيه، وضرب اتفاقية فصل القوات عرض الحائط واحتلال أراض إضافية والتوغل يوميا في المناطق الحدودية، وتحريض بعض المكونات السورية على الانفصال بحجة اضطهادهم وحمايتهم، والتهديد بالاغتيالات وإثارة الفوضى في أكثر من بلد عربي، وخاصة في فلسطين المحتلة في القطاع والضفة الغربية وارتكاب المجازر اليومية في الشعب الفلسطيني، والاعتداءات المتكررة على اليمن، كل ذلك وألو الألباب لا يعقلون. إن هذا الخطر الداهم فهمه بعض الغرب أكثر من العرب. الصحفية الأمريكية كاثلين جونستون في رد على رسالة سفير أمريكا لإسرائيل مايك هاكابي الذي مجد فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتملق مقرف ومقزز، ونوه فيها لاستخدام السلاح النووي قالت:" إن مجرد التلويح باستخدام السلاح النووي يعد أمرا مرعبا، وأن رفض واشنطن وتل أبيب لحصول إيران على السلاح النووي" لا ينبع من الخوف في استخدامه بل من فقدان القدرة على تغيير الأنظمة في المنطقة، إنهم يريدون إسقاط طهران لضمان السيطرة الإقليمية الكاملة، ولو لم تكن إيران تسعى لأن تمتلك السلاح النووي لبحثوا عن ذريعة أخرى"، فهبوا واستفيقوا يا أؤلي الألبات