هزت العملية الإجرامية التي قامت بها "داعش" في كنيسة مار الياس في دمشق وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى خلال تأديتهم لقداس يوم الأحد مشاعر السوريين جميعا بكل أطيافهم، وتجلت لحمة السوريين بتوجه مئات منهم إلى مراكز بنوك الدم ليتبرعوا بدمائهم لإنقاذ المصابين. هذه الضربة المخطط لها بعناية تهدف بوضوح لضرب التعايش في المجتمع السوري وإعطاء صورة بأن الوضع الأمني في سورية غير مستقر، خاصة وأن سوريا تخطو خطوات سريعة في ظل الإدارة الحالية نحو الاستقرار، واستتباب الأمن، والدعوة للسلم الأهلي بعد أن حاولت فلول النظام إثارة الفتن والبلبلة وارتكاب عمليات قتل في أكثر من منطقة، وقد حاولت دولة الاحتلال أيضا إثارة الفتنة الطائفية بمحاولات عدة اتخذها بذريعة حماية "الأقليات" وقد تصدى لها السوريون بحزم وشجاعة، وهذه هي سمة السوريين الرافضين للطائفية والعرقية، وينادون في كل مناسبة، وفي كل محفل بالشعار الذي أطلقوه في ثورتهم المجيدة:"واحد، واحد الشعب السوري واحد".
إن هذا العمل الدنيء والجبان لا يستهدف المسيحيين بقدر ما يستهدف الشعب السوري بأكمله، وسوريا المهددة من الخارج بالتقسيم على أساس عرقي وطائفي. ولا بد هنا بأن هذا التنظيم الإجرامي هو من صناعة أيادي خارجية تموله وتحركه، لتحقيق أهدافها في سوريا، وهنا لا بد من الحذر من مخططات التقسيم التي تحاك في الخفاء لأن سوريا تبقى دولة محورية في الشرق الأوسط، وتعافيها وعودتها بقوة إلى الساحة الإقليمية والدولية لا تروق لأعدائها والمتربصين بها شرا، فعلميات استهداف الكنائس، وقبلها محاولة الاعتداء على مقام السيدة زينب، وفبركة أخبار بمجازر وهمية في الساحل السوري، كلها تصب في هذا الإطار: منع سوريا من التقدم، والوحدة، وتحقيق السيادة الكاملة على أراضيها. إن الشعب السوري يؤكد وقوفه إلى جانب الإخوة المسيحيين في هذه المحنة، ويدينون هذا العمل الإجرامي الخسيس، كما فعلت الإدارة الجديدة التي أصدرت بيان واضحا بإدانتها واستعدادها لملاحقة فلول هذا التنظيم الإجرامي دون هوادة حتى آخر عنصر فيه، وهنا لا بد من مطالبة الإدارة الجديدة بحماية الكنائس والأماكن المقدسة، والضرب بيد من حديد على كل من يعبث باللحمة الوطنية، والقضاء على هذا التنظيم الذي يفتك بالأبرياء. إننا في السوري اليوم نتقدم بتعازينا الحارة لكل أهالي االضحايا، والشفاء العاجل للمصابين، فنحن السوريين، وفي هذه الأيام العصيبة، والصعبة يجب أن نبقى يدا واحدة في مواجهة من يريدون العبث بشعبنا ووطننا، وبقف صفا واحدا في بناء سوريا الجديدة، كدولة المؤسسات والحرية والديمقراطية والمساواة بين كل أفراد المجتمع