بعد عشر سنوات على قرار ميركل... "ملكة" السورية تتألق في برلين وتعيد تعريف النجاح

ميساء شيخ حسين
الأربعاء, 2 يوليو - 2025
ملكة جزماتي مع المستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميركل
ملكة جزماتي مع المستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميركل


بمناسبة مرور عشر سنوات على القرار التاريخي الذي اتخذته المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عام 2015 بفتح أبواب ألمانيا أمام مئات الآلاف من اللاجئين، بثّ التلفزيون الألماني برنامجاً خاصاً جمع فيه نماذج ملهمة للاجئين واللاجئات الذين نجحوا في بناء حياة جديدة داخل المجتمع الألماني. ومن بين الوجوه التي خطفت الأنظار، كانت السورية ملكة جزماتي، التي تحولت من لاجئة تبحث عن الأمان إلى رائدة أعمال ومؤثرة اجتماعية، وسفيرة للمطبخ السوري في برلين.

اختار البرنامج تصوير حلقته الخاصة داخل مطعمها الشهير في العاصمة الألمانية، الذي يحمل اسمها "ملكة"، تكريماً لرحلتها الاستثنائية التي بدأت بالهروب من الحرب في سوريا، وانتهت ببناء مساحة ثقافية واجتماعية يلتقي فيها السوريون والألمان على مائدة واحدة.

عرفت ملكة جزماتي بتقديمها الطعام للسيدة ميركل في وقت مبكر من مسيرتها، في إحدى الفعاليات المجتمعية، وهي اللحظة التي شكّلت نقطة تحوّل في حياتها، حيث بدأت الأضواء تسلط على مشروعها الناشئ. ومنذ ذلك الحين، ذاع صيت "ملكة" ليس فقط كمطعم، بل كرمز للاندماج الناجح، وتمكين النساء، وإعادة تعريف الهوية السورية في المهجر.

تنحدر ملكة من أسرة سورية ، ولجأت إلى ألمانيا هرباً من القصف والاعتقال، وواجهت تحديات اللجوء واللغة والعمل، لكنها أصرت على تحقيق ذاتها من خلال شغفها بالطهي. استطاعت أن تحوّل هذا الشغف إلى مشروع متكامل، أصبح لاحقاً منصة لتمكين النساء اللاجئات، وتقديم ورشات للطبخ والتعليم، والمشاركة في فعاليات ثقافية تمثل المطبخ السوري وتسلّط الضوء على دوره في التقريب بين الشعوب.

عبر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، باتت ملكة صوتاً مسموعاً في قضايا اللجوء والاندماج والعمل المجتمعي، وأثبتت أن الطهي يمكن أن يكون لغة عالمية للتفاهم والحوار.

في كلمتها خلال البرنامج، قالت ملكة: "حين غادرت بلدي، لم أحمل معي سوى ذكرياتي وطعام أمي. واليوم، أقدم هذه النكهات للناس هنا، لأقول إننا رغم الغربة قادرون على العطاء، وعلى المساهمة في بناء مجتمعات جديدة".

بنجاحها الشخصي والمجتمعي، تمثل ملكة جزماتي اليوم نموذجاً للمرأة السورية القوية، التي تنهض من وسط الركام لتصنع مستقبلها بيدها، وتُعيد رسم صورة اللاجئ بعيداً عن المأساة، باتجاه الأمل والعمل والإنجاز.