نشر الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، لقطات مصورة لغاراته الجوية على أحياء سكنية وعسكرية في العاصمة السورية دمشق، مبررًا عملياته بـ"استهداف قوات النظام السوري". وجاء النشر بالتزامن مع تصريحات مثيرة للجدل لمسؤولين إسرائيليين حول أحداث السويداء، تضمنت ادعاءات بوجود "تفاهم مسبق" مع دمشق تم انتهاكه.
و أكد المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش "يواصل ضرب أهداف عسكرية للنظام السوري في دمشق"، مدعيًا أن الهجمات تستند إلى "توجيهات المستوى السياسي".
تهديدات بمنع التواجد العسكري السوري:
صرح مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع بأن بلاده لن تسمح بحشد عسكري على حدودها مع جنوب سوريا ، في إشارة إلى محاولة فرض منطقة عازلة تحت الهيمنة الإسرائيلية.
ذرائع "حماية المدنيين"
ربط أدرعي العمليات بـ"مراقبة الأنشطة المرتكبة ضد المواطنين السوريين في جنوب سوريا"، متجاهلاً رفض الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل نفسه لذرائع حماية الطائفة الدرزية.
الواقع الميداني والأحداث في السويداء:
- أصل الأزمة:اندلعت مواجهات قبل أيام بين عشائر وفصائل محلية في السويداء ذات الغالبية الدرزية، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص.
- دخول الجيش السوري: تدخلت القوات الحكومية السورية للإشراف على وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه مع وجهاء المدينة، في خطوة وصفتها دمشق بـ"حماية المدنيين واستعادة الأمن".
- المسافة عن الحدود الإسرائيلية:
تبعد السويداء أكثر من 60 كم عن خط الهدنة مع إسرائيل في الجولان المحتل، مما يناقض مزاعم "التهيدد المباشر".
تفنيد الادعاءات الإسرائيلية:
يشكل الإعلان الإسرائيلي عن "منع التواجد العسكري السوري" في عمق الأراضي السورية خرقًا صارخًا للقانون الدولي، واستكمالًا لسياسة إنشاء مناطق منزوعة السلاح لصالح "الأمن الإسرائيلي".
- استغلال الأزمات الداخلية:
يكشف التوقيت الإسرائيلي عن محاولة استغلال الاضطرابات المحلية لفرض شروط سياسية وعسكرية، تمهيدًا لفصل جنوب سوريا تحت ذرائع أمنية.
تحليل: لعبة التواطؤ المزعوم واستهداف الدولة السورية:
تستخدم إسرائيل ورقة "التنسيق المزعوم" لتحقيق غايتين:
1. شرعنة الوجود العسكري الإسرائيلي: تقديم نفسها كطرف "معترف به" في تسوية الأزمات السورية.
2. تفريغ السيادة السورية:تحويل الجيش السوري إلى قوة خاضعة لشروط الاحتلال في تنقلها داخل أراضيها.
وفي الوقت نفسه، يُعد نشر مقاطع القصف:
- أداة "ترهيب ممنهجة" ضد المدنيين السوريين.
- محاولة لـ"استفزاز النظام السوري"ودفعه لردود فعل غير محسوبة.
تشير التصريحات الإسرائيلية إلى سعي منهجي لـ:
- إقصاء الجيش السوري عن محافظة السويداء الإستراتيجية والغنية.
- خلق فراغ أمني: تملؤه فصائل موالية لإسرائيل
الرواية الإسرائيلية حول "التنسيق" و"حماية المدنيين" تتعارض مع وقائع العدوان المتكرر وتصريحات ممثلي الطائفة الدرزية أنفسهم. المشهد في الجنوب السوري بات ساحة مكشوفة لمخطط إسرائيلي يهدف إلى اقتطاع جغرافيا حيوية من سوريا، تحت سمع المجتمع الدولي وبصره.